التحضير البسيكولوجي ( النفسي ) للباكالوريا.
إن على المترشح (ة) في أي طور من أطوار التعليمية . يجب عليه أن يكون على علم ببعض الأمور أو الاستعدادات للتحضير واجتياز الامتحان بنجاح ، دون ضغوط أو قلق نفسي . فهي إلاّ أسئلة قد درسها خلال السنة الدراسية المطلوب منه الإجابة عنها .
ومن أهم الاستعدادات التي يجب معرفتها والتركيز عليها هي ( الاستعدادات النفسية ) لأنها تعد العامل الأكبر لتحدد نتيجة المترشح ( مرضية أو غير مرضية ). ويمكن أن نقسمها إلى ثلاث مراحل وهي :
المرحلة الأولي : قبل اجتياز الامتحان .
على المترشح (ة) في هذه المرحلة ، أن يراجع الدروس وأن يكثر من حل التمارين قدر المستطاع للتعود ،ومن الأفضل أن ينوع المترشح من التمارين والإضافات أي لا يقتصر فقط على الدروس والتمارين التي يأخذها من المؤسسة التي يدرس فيها أو الجهة التي يقطن فيها ، ولكن يجب عليه أن يضطلع – مثلا – على أسئلة الفروض والامتحانات من مختلف ولايات الوطن ( لأن لا تنسى بأن أسئلة الباكالوريا وطنية وليست جهوية ) ، إضافة يجب أن أنوّه إلى إخواني وأخواتي المترشحين على عدم ترك الدروس تتراكم عليه ، فيجب البدء منذ الفصل الأول ، فإذا قمت بهذه العملية تشعر بإ رتياح كبير ، ففي أخر السنة ( أي التحضير للباكالوريا ) تكون فقط تسترجع ما حفظته وفهمته خلال الفصول الثلاثة . وأحبذ على كل مترشح أن يقوم بحل بعض التمارين ثم يأخذها لأستاذ المادة ليختبر مدى قدرته وذكائه في حل التمارين أو حل المقالات بالنسبة للشعب الأدبية . أما فيما يخصّ طريقة المراجعة ( فردية أم جماعية ) فأنا أرى مبدئيا تكون المراجعة فردية ثم تأتي في آخر المطاف المراجعة الجماعية قصد تبادل المعلومات واكتشاف الأخطاء فيما بينكم .
المرحلة الثانية : أيام الامتحانات .
أرى أن على المترشح (ة) أن يجعل يوم أو يومين قبيل اجتياز الامتحان فترة راحة ، على الأقل ينقص من وتيرة المراجعة ( مثلا إذا كان يراجع خمس ساعات في اليوم ينقصها إلى ساعتين ) وهذا قصد أن يرتاح دماغك من تكديس المعلومات فيه ، حتى يرتبها كما ترتب الكتب في الخزانة . وهذه الأيام يرتاح فيه جسمك من الإرهاق والتعب ( الانحناء الكثير ، الجلوس الكثير على الكرسي ، استراح العينين من الضوء ... ) . وأيضا يجب على المترشح (ة) أن ينام باكرا وأن يستيقظ باكرا ( في هذه المرحلة أنصح المترشح(ة) الحفاظ على أوقات الصلاة والإكثار من الدعاء وقراءة القرآن فإنّ الله مستجيب الدعاء خصوصا وهو ساجد بين يديه ). يجب على المترشح - خصوصا في اليوم الأول - أن يلتحق بالمؤسسة التي سيجتاز فيها الامتحان باكرا على الأقل 20 دقيقة قبل الاجتياز أما المترشحين ذوي المسافات البعيدة فيكون بساعة قبل الاجتياز ، فهذا من أجل الدخول بتأني ومعرفة القاعة التي سيجتاز فيها ، وقبل هذا على المترشح(ة) قبل أن يخرج من بيته مراعاة كل من ( الاستدعاء - بطاقة التعريف الوطنية – وكل المستلزمات ) . فإننا شهدنا الكثير من المترشحين يأتون متأخرين فيكونون مضطربين نفسيا ، فهذا سينعكس عليه سلبا عند الإجابة . أما عند الدخول للامتحان - لقد نشرنا لكم سابقا الأدعية الخاصة بالامتحانات فيجب حفظها – فيجلس بكل هدوء ( هنا ملاحظة مهمة ، الكثير من المترشحين يأتون إلى المؤسسة وهم يحملون معهم كراس أو أوراق المادة التي سيجتازونها ، فأنا أنصح إخواني وأخواتي الأعزاء أن يتخلوا عن هذه العادة السلبية فهي التي تسبب القلق والاضطراب النفسي وتجعلك تشك بأنك لست مستعدا جيدا ) . وعندما تأتي إليك ورقة الامتحان اقرأها كلها – بما فيها ( بالتوفيق ) – والسبب في ذلك لا ينتبه بعض المترشحين بأن في السؤال حرية الاختيار هذه من جهة ، ومن جهة أخرى يجب أن يتذكر المترشح (ة) المقولة التالية :" فهم السؤال ، نصف الجواب " ، فيجب عليك قراءة السؤال بتمعن وتركيز خطوة خطوة باستعمالك ورقة المسودة (brouillon) . فكل فكرة تأتيك ولها علاقة بالسؤال دونها مباشرة لكي لا تنساها ( توجد طريقة رائعة لهذه العملية ، وهي استعمال المخططات الهندسية : كالمربعات والخطوط والدوائر وما شابه ذلك ، لكي تساعدك على تنظيم الورقة المسودة ) .وهذا من خلال تقسيمك للوقت ( الحجم الساعي للمادة ) فأنت حر في ذلك ولكن بالعدل . وعند انتهائك من التخطيط ، ابدأ في تدوين الإجابة على الورقة الخاصة بالإجابة بخط واضح ومفهوم ، و إذا كان هناك جداول أو ما شابه ذلك استعمل المسطرة ، وهناك ملاحظة أخرى مهمة متعلقة بورقة الإجابة وهي قبل أن تهتم بالأسئلة املأ البيانات الخاصة بك من : اسمك و لقبك ... الخ ، ولا تتركها إلى النهاية .
المرحلة الثالثة : بعد الامتحان .
عندما ينتهي المترشح (ة) من الإجابة وملئ الورقة يخرج إلى الساحة ، خذ نفس طويل ليستريح عقلك وجسمك من العمل الكبير الذي قمت به ، وإن كنت مع أصدقائك أفضل أن لا تتوسع معهم في النقاش حول طريقة الإجابة ، لأن هذا يؤثر عليك سلبا وخصوصا على المواد التي ستأتي بعد هذه المادة . وإذا أردت أن تنظر في الكراس فمن الأحسن تركه عندما تنتهي من جميع المواد ، ولا تعاتب نفسك لأن الكمال لله تعالى . واحمده على النعمة التي منحها لك طيلة تحضيرك للامتحانات : من سلامة العقل وقوة التحمل ...الخ . وأيضا أريد أن أنصح أخي و أختي بأن الغش لا يفيد ، فتكون ثقتك بالله تعالى أكبر ، وأنه سبحانه وتعالى لا يضيع أجر المحسنين .
وأخيرا أتمنى للجميع التوفيق والنجاح في الباكالوريا مع الصحة والعافية ، والفشل لا يعني نهاية العالم ، فهو خطوة من خطوات النجاح .